أهلا و سهلا بكم و أتمنى ان تنال المقالات العلمية المنوعة على رضاكم

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 يناير 2009

انخفاض ضغط الدم.. ما بين الشباب وكبار السن

انخفاض ضغط الدم.. ما بين الشباب وكبار السن

يُمثل ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب والدماغ، وأحد أسباب الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب والسكتة الدماغية، إضافة إلى اضطرابات وظائف الكلى وقدرات الإبصار وغيرها من المضاعفات الصحية البالغة الأثر.

ومن خلال مراجعات الأطباء للقراءات الأفضل في قياس مقدار ضغط الدم، تبين أن الطبيعي هو الحفاظ على ضغط دم بمقدار يقل عن 120 مليمترا زئبقيا للضغط الانقباضي، ومقدار 80 مليمترا زئبقيا للضغط الانبساطي، أي قراءة ما هو أقل من 120/ 80 . والسبب أن الأرقام الأعلى من 120/80 لضغط الدم، وحتى التي دون 140/89 ، تظل مصدر ضرر على الصحة.

ومما يُفهم من هذا التوجه الطبي حول مقدار أرقام قياس ضغط الدم، أن خفضه أفضل من ارتفاعه. وهذا صحيح بالعموم، إلا أن ثمة حالات ينخفض فيها ضغط الدم إلى مستويات ضارة بالصحة. وهنا لا يُصبح الانخفاض علامة صحية جيدة، بل ربما أحد أعراض وجود اضطرابات بالجسم، مثل أمراض القلب أو الأوعية الدموية أو الغدد الصماء أو الجهاز العصبي.

وانخفاض ضغط الدم حالة تتسبب بالشكوى من الدوار أو الإغماء. وقد يمتد تأثيره إلى حرمان الدماغ، وغيره من الأعضاء الحيوية المهمة في الجسم، من التزود بالكميات اللازمة من الأوكسجين والمواد الغذائية، مما قد يُؤدي إلى إحدى الحالات الصحية الخطرة، وهي التي تُدعى حالة الصدمة أو «شُوكْ» shock. وتنتشر هذه المشكلة لدى كبار السن. وتشير مصادر طب القلب إلى أن 20% ممن تجاوزوا سن 65 سنة يُعانون منها. لكن حتى الأصحاء من الشباب أو الشابات قد يُصابون بهذه الحالة.

* أعراض مرضية

* يمتاز الرياضيون وذوو اللياقة البدنية العالية بمقادير منخفضة نسبياً لضغط الدم. ولا يشعرون البتة بأية أعراض حينئذ. وغالبية الناس، حينما يُصيبهم انخفاض ضغط الدم، وخاصة في الحالات المفاجئة منه، تظهر عليهم أحد الأعراض والعلامات التالية:

ـ دوار أو دوخة بالرأس.
ـ إغماء.
ـ غشاوة، في الإبصار.
ـ غثيان.
ـ شحوب وبرودة ورطوبة الجلد.
ـ تنفس سريع وغير عميق.
ـ إعياء وإجهاد وتعب.
ـ اكتئاب.
ـ عطش.

ولو كان لدى الشخص انخفاض ثابت ومستمر في ضغط دمه، ولا يُسبب ذلك لدية الشعور بأي أعراض، فإن ما يطلبه عادة الأطباء مجرد متابعة ذلك عبر تكرار رصد القراءات.

* فحوصات طبية

* والمهم ليس مجرد مقدار الانخفاض في ضغط الدم، بل السرعة التي حصل فيها ذلك. ومن الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة السبب، كي يتمكن الطبيب من اختيار الوسيلة الصحيحة لإعادة الضغط إلى مقداره الطبيعي، ويتمكن أيضاً من معالجة السبب المرضي، أي إما في القلب أو الدماغ أو غيره، الذي أدى إلى انخفاض الضغط بالأصل. وللمساعدة في الوصول إلى معرفة السبب، سيستمع الطبيب إلى إجابات المريض حول مجموعة من الأمور، كما سيتم الفحص السريري، وخاصة لضغط الدم في أوضاع مختلفة، وفي كل عضد، إضافة إلى القلب وبقية الجسم. وربما يطلب الطبيب إجراء تحاليل للدم، لمعرفة مقدار الهيموغلوبين والسكر وغيره. وللتأكد من سلامة القلب، سيطلب الطبيب إجراء عدة فحوصات، لا يُغني بعضها عن الآخر، وهي رسم تخطيط القلب العادي ECG. وتصوير القلب بالأشعة ما فوق الصوتية Echocardiogram. ورصد نبضات القلب خلال 24 ساعة، أو ما يُسمى بجهاز «هولتر» Holter monitor لمعرفة مدى وجود أي اضطرب في النبض. واختبار جهد القلب Stress test. وإجراء اختبارات فسيولوجية للتأكد من سلامة تناغم عمل الجهاز العصبي مع جهاز القلب والأوعية الدموية، مثل رصد تغيرات النبض والضغط مع مراحل متنوعة من عملية التنفس، ومثل اختبار ميل الطاولة Tilt-table test، وغيرها.
وتُجرى الفحوصات بأنواعها المذكورة أو غيرها وفق مرئيات الطبيب حول كل حالة.

* معالجة وعناية بالنفس

* انخفاض ضغط الدم الذي لا يتسبب بأي أعراض، لا يحتاج في الغالب إلى المعالجة. وتعتمد المعالجة، للأعراض المختلفة لانخفاض ضغط الدم، على السبب الأساسي وراء ظهور الحالة تلك. وهذا ما يُحاول الطبيب معرفته في البدء، قبل تقرير نوعية العلاج. أي تقليل جرعات أدوية خفض الدم إن كانت زيادة كميتها هي السبب. وكذلك مع الحالات المرضية الأخرى التي تتسبب بانخفاض ضغط الدم.

وحينما لا يُوجد سبب محدد، فإن التوجه هو لرفع مستوى ضغط الدم. وبناءً على مجموعة من المعطيات لدى المريض، تكون النصيحة بتناول كمية إضافية قليلة من الملح، وتناول مزيد من الماء والسوائل الأخرى. هذا مع مراعاة تأثيراتهما المتفاوتة على مختلف المرضى. كما قد يستفيد البعض من ارتداء جوارب ضاغطة على الساقين وأجزاء من الفخذ. وثمة عدة أنواع من الأدوية التي تُساعد على معالجة المشكلة لدى البعض.

وعلى الإنسان عموماً أن يهتم بتناول أطعمة صحية، وتناول كميات كافية من المياه، والنهوض بهدوء من السرير أو الكرسي، بعد أخذ عدة أنفاس عميقة، وتناول وجبات متوسطة الحجم. وثمة نصيحة لكبار السن بتناول القهوة أو الشاي بعيد الفراغ من تناول الطعام، لأن الكافيين يُسهم في رفع مؤقت لضغط الدم.

* حالات إكلينيكية متفاوتة لمدى انخفاض ضغط الدم

* الإرشادات الطبية الحالية تُعرف ضغط الدم الطبيعي بما كان أقل من 120/80 مليمترا زئبقيا. وهناك من أطباء القلب من يرى أن القدر المثالي لضغط الدم هو 115/75 مليمترا زئبقيا. وأن القدر الأعلى من 120/80 مليمترا زئبقيا، أمر ذو أضرار صحية محتملة، تتناسب احتمالات الإصابة بها طردياً مع ارتفاع مقدار ضغط الدم.

إلا أن من الصعب تحديد مقدار ما يُطلق عليه «انخفاض ضغط الدم» بعموم العبارة، وكذلك في حالات المرضى كأفراد. ويرى كثير من الأطباء أن حالة «انخفاض ضغط الدم» هي ما كان فيها مقدار ضغط الدم الانبساطي أدنى من 90 مليمترا زئبقيا، وما كان مقدار ضغط الدم الانبساطي أدنى من 60 مليمترا زئبقيا. أي ان ما كان أقل من 90/60 مليمترا زئبقيا، في أي من الرقمين، هو «انخفاض ضغط الدم». بمعنى أن ضغط دم إنسان ما يُعتبر منخفضاً حينما يكون مثلا 118/50، أو 85/63.

هذا بالعموم، أما بالخصوص فهناك خمسة أوضاع تحتاج إلى عرض وتوضيح، لأنها تمس كثيراً من المُعانين من هذه المشكلة. ـ الأول: انخفاض مستمر: هي حالات منْ لديهم قراءات منخفضة طوال الوقت لضغط الدم، مثل ما هو حاصل لدى بعض النساء. وهنا لا يعتبر الأطباء، تلك الحالة الطبيعية المزمنة لدى شخص ما، بأنها «انخفاض ضغط الدم» إلا حينما تظهر على الشخص أعراض مثل الدوار أو الإغماء، التي من المعلوم أنها ناجمة عن انخفاض ضغط الدم.

ـ الثاني: انخفاض مفاجئ: وهي الحالات التي يحصل فيها انخفاض ضغط الدم عن معدلاته الطبيعية لإنسان ما، وصولا إلى معدلات أدنى. لكنها لا تصل في الانخفاض إلى أقل من 90/60، بل أعلى من ذلك. بمعنى، لو أن إنساناً ما لديه عادة معدل ضغط الدم حوالي 140/90، وانخفض هذا المقدار إلى حد 100/65، فإننا لم نصل إلى حد 90/60، لكننا فقدنا مقدار 40/25. وهنا يُلاحظ الأطباء أن الانخفاض الأعلى من 20 مليمترا زئبقيا في قراءة الضغط الانقباضي كفيلة بالتسبب في ظهور أعراض مثل الدوار، لأن الدماغ تأذى نتيجة عدم وصول كميات معتادة، وبضغط دفع للدم معتاد. وهذه الحالة من الانخفاض هي ما تحصل غالباً عند حصول جفاف نتيجة للإسهال أو كثرة إفراز العرق مع ارتفاع حرارة الجسم. ولذا يُولي الأطباء أهمية بالغة لهذا القدر من الانخفاض، بالرغم من عدم وصوله إلى أرقام أقل من 90/60.

ـ الثالث: انخفاض وضعية القيام: وهو ذلك الانخفاض المرتبط بتغير وضعية الجسم orthostatic hypotension. أي من وضعية الاستلقاء على الظهر أو الجلوس إلى وضعية الوقوف واستقامة القيام. وعادة ما يتجمع الدم في الأطراف السفلى حال اللحظات الأولى من القيام. مما ينجم عنه تدني تدفق الدم إلى بقية أجزاء الجسم. وهنا يعمل الجسم على القيام بآلية عملية تعويض فسيولوجي compensating mechanism ، لتعديل هذا الخلل. وذلك عبر زيادة نبض القلب وزيادة انقباض الأوعية الدموية. كي يتم بالتالي إعادة تزويد الدماغ بما يحتاجه من الدم. وحينما لا يتمكن الجسم من القيام بهذه العملية، أو يتأخر في إتمامها، فإن ضغط الدم سينخفض حال اختلاف وضعية الجسم، وبالتالي ستظهر الأعراض آنذاك. وأي فرق في مقدار الضغط الانقباضي يفوق 10 مليمترات زئبقية يعني أن ثمة فقدا لكمية ذات أهمية من سوائل الجسم، أو فقدا لكمية مهمة من الدم، أو فقدا لانضباط تلك الآلية العصبية الوعائية الضابطة لمدى الانخفاض الطبيعي. وهنا يجب معرفة مقدار فرق الانخفاض فيما بين قياس ضغط الدم حال الاستلقاء وحال الوقوف أو الجلوس. وفي غالب الحالات المرضية يتم الاهتمام بهذا الجانب، مثل، وغيرها.

وتحصل الحالة هذه نتيجة لأسباب عدة، منها ما هو فسيولوجي. كما في طول الاستلقاء على السرير، وحال القيام السريع بعد الجلوس لفترة بوضع فخذ فوق الأخرى أو عند الوقوف بعد ممارسة العملية الجنسية بأوضاع مختلفة. وخلال فترة الحمل. ومنها ما هو مرضي، كما في الجفاف ولدى مرضى السكري، وفي حال وجود أمراض بالقلب والأوعية الدموية، وعند الحروق أو النزيف الخارجي أو الداخلي، أو حالات الالتهابات الميكروبية، أو تفاعلات الحساسية المفرطة لجهاز المناعة، أو بعد ضربات الشمس. ومع وجود دوالي متضخمة في الساقين. وفي اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي. كما أن هناك عدة أدوية تتسبب بنفس المشكلة، وأهمها أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وبعض من الأدوية النفسية والعصبية.
ـ الرابع: انخفاض ما بعد الأكل: وهو المعاناة من انخفاض ضغط الدم بُعيد الفراغ من تناول وجبة الطعام postprandial. وغالباً ما يُصاب بها كبار السن. ومثلما تتسبب الجاذبية في سحب كمية مهمة من الدم إلى الأطراف السفلية حال الوقوف، فإن الجهاز الهضمي يسحب كمية مهمة من الدم بُعيد تناول الطعام، نظراً لارتفاع النشاط في عمل أعضاء ذلك الجهاز. وعادة ما يستطيع الجسم التغلب على ذلك بزيادة نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية. إلا أن الأمر قد لا يكون بتلك الكفاءة، ما قد ينجم عنه انخفاض في ضغط الدم، وبالتالي إلى الشعور بالدوار أو ربما الإغماء والسقوط. وغالباً ما يُصاب به كبار السن، وخاصة منهم من يُعانون من ارتفاع ضغط الدم ويتناولون أدوية لعلاجه. وكذلك منْ لديهم اضطراب في عمل الجهاز العصبي اللاإرادي، مثل مرضى باركنسون الرعاشي أو مرضى السكري ممن تأثرت لديهم الأعصاب.
وهنا قد يكون من المفيد تقليل جرعة دواء علاج ارتفاع ضغط الدم، وتقليل كمية الطعام في الوجبة، وتقليل كمية النشويات والسكريات فيها.

الخامس: انخفاض اضطرابات الرسائل الدماغية: وبخلاف حالات الانخفاض عند بداية الوقوف من بعد الجلوس أو الاستلقاء، فإن البعض قد يُعاني من انخفاض ضغط الدم بعد الوقوف لفترة طويلة. ما قد يُؤدي إلى الدوار أو الغثيان أو الإغماء. وبالرغم من أن حصول الانخفاض هو في النهاية مشابهة لتلك التي تحصل مع بدء تغيير وضعية الجسم، إلا أن هذه الحالة، والتي تُصيب صغار السن في الغالب، هي ذات آلية مختلفة، بمعنى أنها ليست ناشئة عن عدم قدرة الجهاز الدوري على ضبط التغير في مقدار ضغط الدم، بل هي ناشئة عن رسائل وتواصل غير منضبط وغير سليم فيما بين الدماغ والقلب.

وبكلام أكثر دقة، فإن من الطبيعي أن ينزل الدم إلى الأطراف السفلى مع طول الوقوف، مما يُقلل كمية الدم العائد إلى القلب. وما يتم رصد النقص فيه، عبر إحساس البطين الأيسر بنقص كمية الدم الداخل فيه. وعادة ما يُرسل البطين الأيسر رسائل إلى الدماغ يُخبره بهذا النقص. وما يحصل لدى هؤلاء المُعانين من الانخفاض، هو أن البطين الأيسر يقول للدماغ إن لديّ ما يكفي، وأن ضغط الدم مرتفع. وهنا لا مفر أمام الدماغ من أن يرسل برقيات توجه القلب كي يُخفّض من عدد نبضاته، وتوجه الأوعية الدموية كي تُخفّض من مقدار ضغط الدم. وبالتالي تنشأ حالة من انخفاض ضغط الدم، بكل أعراض تداعياتها.

* أسباب متنوعة لانخفاض ضغط الدم

* الرياضيون ومنْ يُمارسون الرياضة بانتظام وذوو الوزن الطبيعي ومنْ يتناولون وجبات صحية عامرة بالخضار والفواكه، لديهم بالجملة مقدار ضغط دم أقل من غيرهم. إلا أن ثمة عدة حالات صحية، يصطحبها انخفاض مقدار ضغط الدم. ويكون ذلك مؤشراً يحتاج إلى اهتمام طبي جاد.

وتُلخص رابطة القلب الأميركية أسباب انخفاض ضغط الدم فيما يلي:

ـ الحمل: ولأن النظام الدوري لدى الحوامل يتوسع بسرعة أثناء الحمل، فإن من المحتمل جداً أن ينخفض مقدار ضغط الدم لديهن. والطبيعي أن ينخفض مقدار ضغط الدم، في الـ 24 أسبوعا الأولى من عمر الحمل، بمقدار ما بين 5 و 10 مليمترات زئبقية للضغط الانقباضي، وما بين 10 إلى 15 مليمترا زئبقيا للضغط الانبساطي.

ـ الأدوية: يتسبب تناول مجموعات واسعة من الأدوية بحالات انخفاض في ضغط الدم. وهي ما تشمل مُدرات البول، التي تُسهم في تخليص الجسم من السوائل، وغيرها من كافة أنواع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم. وكذلك بعض الأدوية النفسية أو العصبية، وأدوية معالجة ضعف الانتصاب، مثلا عندما تؤخذ فياغرا مع حبوب توسيع الشرايين القلبية أو المخدرات أو الكحول. كما أن ثمة عديدا من الأدوية، وحتى التي تُباع دونما الحاجة إلى وصفة طبية، التي يُمكن أن يتسبب تناولها مع تناول أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم في انخفاض مقدار قراءة قياسه.

ـ مشاكل القلب: وأهمها حالات انخفاض معدل نبض القلب، وحالات أمراض صمامات القلب، وبُعيد الإصابة بالنوبة القلبية، أو حال ضعف القلب. وهنا لا يكون بمقدور القلب العمل بكفاءة على تزويد الجسم بما يحتاجه من الدم، ولا على تعبئة الشرايين ما يُقيم صُلب إنشاء قدر معتدل من ضغط الدم فيها.

ـ اضطرابات الغدد الصماء: وهي متعددة، مثل كسل الغدة الدرقية hypothyroidism أو فرط نشاط الغدة الدرقية hyperthyroidism. وكذا النتيجة عند حصول ضعف نشاط الغدة الكظرية adrenal insufficiency ، أو انخفاض نسبة سكر الغلوكوز في الدم، أو وجود الإصابة بمرض السكري بذاتها وبتداعياتها على الجهاز العصبي والأوعية الدموية والقلب وغيره.

ـ الجفاف: وهو ما ينشأ عن فقد الجسم لكميات كبيرة من السوائل، ولا يتم تعويضها بالتناول للماء أو غيره. وحتى الدرجات البسيطة من الجفاف قد تتسبب بالضعف العام والدوار والتعب. ومن الأسباب المهمة للجفاف حصول حالات الحمى أو القيء أو الإسهال أو كثرة تناول مدرات البول أو ممارسة مجهود بدني عنيف في أجواء حارة. وكنتيجة للجفاف وانخفاض ضغط الدم، فإن الجسم يضعف عن تزويد الأعضاء المهمة فيه بما تحتاجه من أوكسجين وعناصر غذائية، ما قد يكون بالغ الأثر والضرر. وما قد يُهدد حتى سلامة البقاء على قيد الحياة.

ـ نزيف الدم: انخفاض ضغط الدم نتيجة طبيعية لحصول فقْد الجسم لكميات مهمة من الدم، نتيجة إصابات الحوادث الخارجية أو نتيجة لنزيف داخلي في الجهاز الهضمي.

ـ الالتهاب الميكروبي الحاد: عند حصول التهابي ميكروبي ودخول تلك الميكروبات إلى الدم، فإن النتيجة هي حالة تعفن الدم Septicemia. وهي حالة تُهدد سلامة الحياة، وإحدى آليات ذلك التهديد هو انخفاض ضغط الدم septic shock. والتهاب أعضاء مثل الرئة أو البطن أو الجهاز البولي، قد تكون مصدر الميكروبات المُسممة للدم.

ـ تفاعلات الحساسية: وقد تصل الأمور إلى حالة «العوار» Anaphylaxis ، أي حالة تفاعل الحساسية الشديدة والمهددة للحياة. وقد يستغرب البعض أن يكون السبب في حصول هذا كله مجرد تناول بعض الأطعمة أو بعض الأدوية أو التعرض لقرص الحشرات أو غيرها. وهنا قد تظهر صعوبات في التنفس وانتفاخ في الحلق وحكة في الجلد وانخفاض ضغط الدم.

ـ نقص غذائي: مثل نقص فيتامين بي ـ 12 أو فيتامين فولييت المسببين في نقص إنتاج الدم، وحصول حالة الأنيميا. ومن المهم تذكر أن عدم تناول الطعام أو الشراب، بكل ما فيهما من عناصر غذائية، سبب في حصول انخفاض ضغط الدم.

العسل ونخر الأسنان

العسل ونخر الأسنان

د. زاهر مبارك
طبيب أسنان
دمشق - سوريا

يتساءل كثير من الناس هل للعسل كما للسكاكر المصنعة اثر في نخر الأسنان؟

والحقيقة أن تطور نوعية الغذاء وازدياد دخول السكاكر ( الهيدروكربونات) المصنعة أدى إلى ازدياد ظهور النخر في الأسنان ففي دراسة على قبائل الإسكيمو البدائية في جنوب غرب ألا سكا والذين لم يتصلوا بالرجل الأبيض ( المتمدن)لم يلاحظ وجود نخر في أسنانهم أما القبائل الأخرى والتي تغذى أفرادها بغذاء الرجل الأبيض فقد ظهرت نسبة عاليةمن النخر في أسنانهم 0وتبين كما جاء في مجلة الأطفال الأمريكية أن 86% من الأفواه الخالية من النخر لا تحتوي على العصيات اللبنية وان
80% من الأفواه النخرة تحتوي على تلك العصيات0وقد أجرى بعض الباحثين تجربة عملية على قبائل البانتو في جنوب أفريقيا فأخذوا الأسنان المقلوعة غير النخرةووضعوها في أوان زجاجية تحتوي على خليط لعابي يحتوي بعضه على سكا كر طبيعية من سكر القصب غير المنقىويحتوي بعضه على سكا كر مصنعة كالسكر الأبيض العادي وتركوها لمدة تتراوح من اسبوعين إلي ثمانية أسابيعفكانت النتيجة أن السكاكر المنقاة أظهرت في الأسنان مقدارا كبيرا من انحلال وانخساف الأملاح الكلسية معأن درجة الحموضة كانت واحدة في جميع أنابيب الاختبار ومن هنا أكد العلماء أن العامل الواقي من تخر الأسنانيزول عند تنقية السكر أي عندما يصنع ليصبح سكر ا ابيض نقيا وأن الغذاء الطبيعي الذي يحتوي على سكر طبيعيغير نقي لا يسبب أي نخر،لقد ثبت لهم أن النخر يتناسب طردا مع تناول طعام الرجل المتمدن وهو طعام أطفالنا الحديثالذي يحتوي على سكر مصنع نقي ولما كان العسل مادة غذائية قيمة وطبيعية خرجت من مصنع الهي ولم تتدخل فيصنعها يد الإنسان لم يكن له ذلك التأثير السلبي في الأسنان وقد ثبت علميا من صور حديثة أخذت عام 1994 بالمجهرالإلكتروني لميناء الأسنان المنقوعة بالعسل أنه لم يحدث في تلك الأسنان أي فجوات أو تغيرات طارئة على عكس ما أدت إليه السكاكر المصنعة والنقية من إحداث نخور جديدة أو زيادة في النخور السابقة وسبب ذلك أن ما يسمى بالعصياتاللبنية هي النواة التي ينطلق منها النخر وذلك وفق سلسلة المراحل التالية:سن مهملة+غذاء غني بمائيات الفحم(سكر صناعي) حموضة خسف أملاح الكالسيوم+ عصيات لبنية ممرضة= نخرومن الجدير بالذكر أن الشاي يحتوي على مادة الفلور والتي ثبتت فعاليتها في الوقاية من النخر وأصبحت تستخدم في معظمدول العالم سواء بفلورة المياه أو معاجين الأسنان المفلوره أو عن طريق التطبيق الموضعي عند طبيب الأسنان أو جميعها معاولكن تحلية الشاي بالسكر الأبيض النقي يفقده هذه الخاصية الوقائية ولذلك لو استبدلنا العسل عوضا عن السكر في تحليةالشاي لحصلنا على فائدة الاثنين معا وهما الفلور الموجود في العسل والفلور الموجود في الشاي ثم إن العسل يحتوي علىمجموعة من فيتامينات ب1 وب2 وب3وب5وب6 وغيرها كما يحتوي على بروتينيات وحموض أمينية وأملاح معدنية( كالسيوم -صوديوم -بوتاسيوم -منغنيز -حديد -كلور ويود وكبريت 0كذلك أحماض عضوية وخمائر مختلفة 0ولعل خير ما نقوله أن العسل الطبيعي كما وصفه الخالق سبحانه شراب فيه شفاء للناس وأن السكاكر الطبيعية الموجودة فيالزبيب والتمر والتين المجفف لم يؤد تناولها إلى زيادة في نسبة النخر بينما كانت زيادتها واضحة عند الذين يتناولون السكاكرالمصنعة والتي دخلت فيها يد الإنسان 0

العودة إلى الأعشاب

العودة إلى الأعشاب

الدكتور يوسف حتحوت أخصائي أذن أنف حنجرة
مداواة بالأعشاب الطبية . المشفى الايطالي دمشق

إن منطقة الشرق الأوسط التي نعيش بها تعتبر من أغنى مناطق العالم في الثروة العشبية إذ يتوفر 3600 عشبة في سوريا وحدها بينما لم ترصد في فرنسا أكثر من 1800 عشبة و منذ سنوات عديدة تعتمد البلدان الغربية على الأعشاب الطبية في مداواتها للأمراض كما وما زال الغرب متوجها نحو إقامة مراكز للإستشفاء تعتمد على الأعشاب بشكل خاص .

وهناك العديد من الأدوية العالمية المعروفة التي تستعمل النباتات في تراكيبها مثل الأناناس و الأسبرين المستخلص أساسا من شجر الصفصاف و هناك أدوية متداولة منذ مدة في الأسواق مثل اليوسين لتقوية مناعة الجسم و تحسين التروية مستمد من الثوم و أدوية أخرى مضادة للأورام تعتمد على عشبة ابل ماي و حشيشة الونكا الأفريقية .

كما أن العديد من أدوية الربو الحديثة تعتمد على النباتات فالتيوفيللين و الايتافليين يعتمدان على الشاي بصفته أحد موسعات القصبات و لدينا مادة تشرب محليا يمكن الاعتماد عليها كمشروب موسع للقصبات و هي المنّة .

إن التعامل مع الدواء العشبي يجب أن يكون بأسلوب علمي لا عشوائي كما هو سائد لدى العامة إذ يجب أن نتأكد أولا من صحة المريض العامة و ذلك بإجراء الفحوص المخبرية للدم و غيره و من صور شعاعية للصدر أو للجيوب الأنفية اعتمادا على المتاعب الصحية للمريض ، و بعد وضع التشخيص الصحيح يمكن تقديم الوصفة المناسبة لحالته المرضية .

في كثير من الأحيان و أثناء تعاملنا مع هذه النباتات نلجأ و كمصادر مفيدة حولها إلى الكتب القديمة المعنية و إلى الاستفادة من الكتب المقدسة أيضا .

فالقرآن الكريم أورد أهمية العسل و الأحاديث النبوية ركزت على الحبة السوداء .. إذ يقول الحديث الذي رواه مسلم البخاري : عليكم بالحبة السوداء ففيها الشفاء لكل داء إلا السام و لولا الحبة السوداء لما سمنت عذاراهن .

وإذا فسرنا الحديث عمليا ، فإن البحوث المخبرية أثبتت وجود مادة شبيهة بالكورتيزون في الحبة السوداء (حبة البركة ) و هذا مفهوم في أنه لا يشفي من السام أي من الموت ، و معروف عن الكورتيزون أنه يسبب السمنة و هو المقصود ب (لما سمنت عذاراهن ) . أما في إنجيل يوحنا و المزامير فقد ورد ذكر عشبة الزوفا التي أعطيت للسيد المسيح لحظة آلامه .

و حديثا انتج علاج للصداع النصفي أطلق عليه اسم بالسويك يعتمد على مادة الزوفا .

وبشكل عام نفضل أثناء العلاج ، أن نعطي المريض نباتات من بيئته و التي تكون أكثر التصاقا به من النباتات الغريبة . كالنباتات التي تحوي الجذور الكبريتية لتقوية المناعة التنفسية مثل البصل و الثوم ، الملفوف ، الزهرة الفجل و الجزر. و يمكن اللجوء إلى المشروبات التالية : الزعتر وهو مضاد للإنتان . النعناع : و هو مضاد للتشنج . زهر البيان ، مضاد للوزمة الغار: و هو مقوي لعضلة الرئة . إن العودة إلى الأعشاب حاليا هو توجه عالمي في العلاج ، و ذلك بالتركيز على الدراسات البيئية الخاصة بكل مجتمع حيث النباتات لها عراقتها فأمريكا الآن تركز على الأعشاب التي تعاملت معها القبائل القديمة من الهنود الحمر ، وقد حذر بعض العلماء هناك من أن المعلومات تتعرض مع القبائل إلى الانقراض . مما يدعو إلى الحفاظ على التراث .

أما في ايطاليا فتقام مؤتمرات تناقش فيها تجاربنا المختلفة في هذا المجال و تجري جامعة اوربينا الإيطالية دورات للصيادلة و الأطباء و الأشخاص الراغبين في الاعتماد على النباتات في العلاج .

مضادات الاكتئاب تعالج القلب

مضادات الاكتئاب تعالج القلب

الدكتور شادي حمود الجاري
السويداء عن مجلة B.B.C البريطانية

اكتشف العلماء أن الأقراص التي تستخدم لمكافحة الاكتئاب، ومنها الدواء المشهور، بروزاك، قد تساعد على تقليص احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
وقد اكتشف العلماء هذا التأثير لهذه الأدوية عندما كانوا يجرون أبحاثا تهدف في الأساس إلى تقييم تأثير لصقات النكوتين في منع حدوث الأزمات القلبية.
كما درس الباحثون تأثيرات مجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب تعرف بـ "أس أس آر آي" على المدخنين.

وتشمل أدوية "أس أس آر آي" العديد من مضادات الاكتئاب بينها حبوب بروزاك الشهيرة وقد قارن الباحثون 653 مدخنا من الذين عولجوا في المستشفيات بعد تعرضهم لأزمة قلبية للمرة الأولى، مع 2990 مدخنا ليس لهم أي عهد بأمراض القلب.

ومن الذين شاركوا في الدراسة هناك 143 مشاركا ممن كانوا يتعاطون أدوية "أس أس آر آي". وقد اكتشف الباحثون أن هؤلاء هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 65%.

ويقول الباحثون إن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث بهدف تقرير إن كان التأثير الإيجابي للأدوية المضادة للاكتئاب هو بسبب معالجة الاكتئاب أم هو أن أدوية "أس أس آر آي" لها تأثير طبي آخر يساهم في تقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
غير أنهم يعتقدون بأن أدوية "أس آر آي" قد تساهم في حماية القلب بنفس الطريقة التي تساهم فيها حبوب الأسبرين، من خلال تقليص مخاطر الإصابة بالتخثر الدموي. وتتكون التخثرات الدموية عندما تتماسك جزيئات في الدم لتشكل صفائح رقيقة على هيئة أقراص، ويبدو أن أدوية "أس أس آر آي" تجعل هذه الأقراص أقل تماسكا ولزوجة مما يجنب الإصابة بأمراض القلب.

ويقول كبير الباحثين في جامعة بنسلفانيا في فلادلفيا إنه يعتقد بأن هناك خصائص فريدة لأدوية "أس أس آر آي" تتعدى كثيرا قدرتها على معالجة الاكتئاب.

بينما يقول أطباء آخرون لهم إطلاع في هذا المجال إن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون مهما، إذ إن الكثير من الملاحظات قد قادت إلى استخدامات جديدة للأدوية لم تكن في الحسبان عند تصنيعها الذي كان الهدف منه علاج أمراض أخرى مختلفة تماما. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن استخدام مرضى القلب لأنواع أخرى من الأدوية المضادة للاكتئاب له أضرار محتملة قد تتجلى في عدم انتظام عمل القلب وتسبب المزيد من الأزمات القلبية.

اضطرابات التصبغ

اضطرابات التصبغ

د . سعيد قبلان د . باسل غويش
كلية الطب – جامعة دمشق

يتأثر تصبغ الجلد الطبيعي بكمية وتوضع الميلانين وبدرجة التوعية وبوجود الكاروتين وبسماكة الطبقة المتقرنة . تتأثر كمية الميلانين المنتجة بالعوامل الوراثية ، وكمية الأشعة فوق البنفسجية المتلقاة وطول موجتها ، وكمية الMSH المفرز وتأثير الكيماويات المحرضة للخلايا الميلانية مثل الفوروكومارينات. سوف نتحدث عن بعض حالات فرط التصبغ الجلدي .

فرط التصبغ بالهيموسيدرين : يشاهد في الفرفرية ، الهيموكروماتوز ، الأدواء النزفية والقرحات الركودية ، ويصعب تمييزه سريرياً عن الملان الأدمي بعد الالتهابي .

فرط التصبغ التالي للالتهاب : قد يؤدي الالتهاب لفرط أو نقص تصبغ ، وهو أيضاً اختلاط للتداخل الطبي كالتقشير الكيماوي ، السنفرة ، المعالجة بالليزر و شفط الشحوم . نسجياً هناك ميلانين في الأدمة العليا وحول الأوعية الأدمية السطحية تتوضع بشكل رئيسي في بالعات الميلانين .

فرط التصبغ الصناعي : يشاهد لدى عمال مناجم الفحم ، والأنتراسين والزفت . قد تحوي المزوقات مواد مصبغة كالقطران أو الفازلين أو حمض البيكري مؤدية لتصبغات بالوجه إضافة للزئبق و الرصاص و البزموت و الفوروكومارينات .

الأدواء الجهازية : من الأسباب : الافرنجي ، الملاريا ، البلاغرا ، السكري ، داء أديسون والأورام الكظرية المذكرة ، متلازمة كوشينغ ، الفيوكروموسيتوما ، الهيموكروماتوز ، الداء النشواني ، الاسقربوط ، الحمل ، بعد سن الصهني ، الPCT ، عوزB12 ، الكواشيركور ، عوز VitA ، التشمع الصفراوي البدئي والسرطانات الداخلية والتدرن وفقر الدم الشديد ، أدواء البنكرياس والكبد وفرط نشاط الدرق والتهاب الدماغ المزمن وداء غوشر.

الهيموكروماتوز : فرط تصبغ جلدي مخاطي رمادي لبني مع داء سكري وضخامة كبد وعادة ما يوجد إضافة لذلك داء قلبي وتشمع كبد وقصور قند ، يتوضع الحديد في الجلد حول الأوعية والغدد العرقية والبالعات الكبيرة ، ينجم التصبغ عن زيادة ميلانين الطبقة القاعدية ، كما يحدث تصبغ أغشية مخاطية وتقعر أظافر وسماك موضع و حاصة .

أكثر ما يحدث لدى الرجال بعمر الستينات ، ونادر جداً بعمر الشباب حيث شوهد الهيموكروماتوز الوليدي مترافقاً مع أخماج داخل الرحم مثل الفيروس المضخم للخلايا .
يوجد لدى البالغين المصابين بالهيموكروماتوز تأهب للخمج باليرسينيا الحالة للكولون مؤدية لخراجات كبدية عديدة ، هذه الجرثومة معتمدة على الحديد.

مستويات الحديد المصلية و البروتين المصلي تكون مرتفعة ، السبب إما خطأ استقلابي جنيني في استقلاب الحديد أو نقل دم زائد .

الوراثة صاغرة ، تتوضع المورثة على صبغي 6.

المعالجة بالفصادة .

الكلف : يتمييز ببقع بنية بشكل نموذجي على النتوءات الوجنية والجبهة وله 3 أنماط سريرية :

1-مركزية وجهية 2- فراشية 3- فكية سفلية . يميل لإصابة الأشخاص داكني البشرة .

كثيراً ما يشاهد خلال الحمل وبعد الصهني ، قد يشاهد في اضطرابات مبيضية وصماوية أخرى . أكثر ما يشاهد لدى النساء الشابات و ثمة ترافق كبير مع استعمال مانعات الحمل الفموية . يشكل الرجال حوالي 10% من الإصابات.

المعالجة : تجنب التعرض للشمس ، واقيات شمس واسعة الطيف ذات حصر كامل خاصة تجاه UVA . ويكون العلاج ب :

المقشرات مع الهيدروكينون :

_ مستحضر كليغمان : هيدروكينون 2-4 % + ترتينوين موضعي + سيتروئيد خفيف يمكن إضافة حمض الغيلكولـي .

_ يمكن استعمال محلول جسنر .

_ لا ينصح بالمعالجة بالليزر .

متلازمة بوتزجيكرز : ملان حول الفم والشفتين والأغشية المخاطية مع بوليبات معوية . الوارثة جسدية قاهرة تتوضع على صبغي 19 .

يمكن معالجة التصبغات باستعمال ليزر روبي بطول موجة 694 نم .

قد تتسرطن البوليبات بنسبة 2-3 % مع وجود استعداد لسرطانات أخرى مثل الثدي والناحية التناسلية لدى النساء .

ملان Riehl’s : هو حساسية ضيانية ربما عبارة عن التهاب جلد سمي ضيائي ، يبدأ بحكة وحمامى وتصبغ مع انتشار بطيئ ، يصيب بشكل رئيسي النساء ، خاصة في اليابان .

المظهر المميز عبارة عن تصبغ بني فاتح إلى غامق بقعي وأكثر شدة على الجبهة والمناطق الفراشية وخلف الأذنين وجوانب العنق .

قد يشاهد التصبغ على المناطق المغطاة من الجسم في المناطق المعرضة للاحتكاك مثل الطيات الإبطية الأمامية والسرة ، وقد يشاهد توسع شعريات مرافق .

لقد سجل نتائج اختبار رقعة إيجابية لزيت الليمون ، ونبات إبرة الراعي وكانت النتائج سلبية لدى مرضى آخرين .

سجل المرض لدى مرضى مصابين بالإيدز ومتلازمة جوغرن .

ملان القطران : هو جلاد مهني ، يتظاهر بحكة واسعة شديدة وتصبغ شبكي وتوسع شعريات مع ميل لفرط التعرق .

فرط التصبغ المترقي العائلي : فرط تصبغ يوجد لدى الولادة مع زيادة الحجم ، وفرط تصبغ ملتحمة ومخاطية شدقية . الوراثة جسدية قاهرة .

الملان المكتسب المنتشر (طفل الكربون) : سجلت حالة واحدة في المكسيك طفل أبيض أصبح أسود بشكل منتشر .

فرط التصبغ حول العينين : اضطراب جسدي قاهر يصيب الجفون الأربعة وقد يمتد ليصيب الحواجب والوجنتين وتكثر في عرق البحر المتوسط .

عسر التلون المعدني:

- التفضض : أكثر ما يوجد التصبغ في أجزاء معرضة لضوء الشمس . تصاب الأغشية المخاطية الفموية والصلبة قد ينجم عن معالجات موضعية مثل سلفاديازين الفضة ، أو بسبب حلقات الفضة في شحمة الأذن . نسجياً تتركز حبيبات الفضة في منطقة الغشاء القاعدي للغدد العرقية وجدر الأوعية الدموية والوصل البشروي الأدمي .

- الزرنيخ : يتركز فرط التصبغ في الطية المغبنية واللعوة ، يترافق مع تقرن نقطي بالراحتين والأخمصين . يؤدي التعرض له لحدوث سرطانات لا ميلانية جلدية بعد 20-30 سـنة .

- الرصاص : يؤدي للون رصاصي مع تزرق وشحوب .

- الحديد : قد يؤدي استعماله في محلول Monsel’s لتوشيم .

- التينانيوا : سبب استعمال مرهم حـاوٍ عليه لـحدوث حطاطات صفراء على قضيب مريض.

- التذهب : قد يتحرض بالتطيبق الخلالي لأملاح الذهب خاصة في معالجة الداء الرثياني .يتطور تصبغ بنفسجي أو أزرق أو رمادي بشكل مبدئي على الجفون منتشراً للوجه وظهر اليدين ومناطق أخرى . شدة التذهب متعلقة بالجرعة وهو نادر الحدوث تحت جرعة تراكمية من 20مع/كغ من الذهب الخالص . يتركز التصبغ على المناطق المعرضة للشمس ولا يزداد الميلانين في مناطق فرط التصبغ . إن تصبغ الصلبة والأغشية المخاطية غير شائع .

- نسجياً لا يوجد التهاب جلدي ، يتوضع الذهب في الأدمة خاصة حول الأوعية ، لا تصاب البشرة ولا الوصل الأدمي البشروي ، ولـكن تتركز الحبيبات فـي منطقة الغشاء القاعدي للغدد العرقية.

- الزئبق : يحدث بشكل عقيدات تحت جلدية الناجمة عن الإنغراس العارض للزئبق الموجود في ميزان حرارة .

المراجع :

1- كتاب أندروز للأمراض الجلدية 2000
2- كتاب روك للأمراض الجلدية 1998

ما يجب أن تعرفه عن الحول

ما يجب أن تعرفه عن الحول

الدكتور ناهل فؤاد القره


تعريف الحول:

تعريفه ببساطة هو عدم توازن حركة العينين حيث يستخدم الشخص المريض العين السليمة للتركيز على الشيء المراد رؤيته بينما تنحرف العين المصابة بالحول إلى الداخل أو الخارج أو لأعلى أو لأسفل.

وتبلغ نسبة أصابة الأطفال بالحول حوالي أربعة بالمائة. وقد يظهر الحول بصورة متقطعة في مراحله الأولى. فيكون واضحا أحيانا ويختفي أحيانا أخرى ولكن إذا لم تعالج هذه الحالة في الوقت المناسب فعادة ما تتحول إلى حول دائم.

أسباب الحول:

للحول أسباب عديدة منها ما يظهر بعد الولادة مباشرة أو خلال الستة شهور الأولى من العمر ويسمى هذا النوع (الحول الخلقي)، حيث يقال أن العامل الوراثي ذو أهمية في مثل هذه الحالات ويرث فيها الطفل الحول من أحد الولدين أو الأقارب. وهناك أنواع من الحول قد تظهر بعد السنة الأولى من عمر الطفل وهذه الحالات يكون سببها أحيانا الإصابة بمد البصر في إحدى العينين أو كلتيهما.

ويمكن تقسيم الحول إلى حول شللي وحول غير شللي, أما الحول الشللي فيكون نتيجة الإصابة بضعف في إحدى عضلات العين أو شلل في العصب المنبه لها وتكون حركة العين محدودة في جهة العضلة المشلولة ولهذا النوع من الحول أسباب عديدة منها الإصابة بالأنفلونزا أو أمراض فيروسية أخرى أو نتيجة وجود مرض بالجهاز العصبي يؤثر على الأعصاب التي تنبه عضلات العين كما ان بعض حالات الحول الشللي تنتج عن أورام داخل الدماغ، أما عند كبار السن فيمكن لارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري ان يؤدي للاصابة بالحول الشللي.

أما الحول غير الشللي فتكون حركة العينين فيه حرة غير محددة رغم وجود الحول مثل الحول الخلقي أو الحول الناجم عن خلل في الانكسار مثل مد البصر او حسر البصر والذي قد يؤدي الى ما يسمى بالحول الأنسي عندما تنحرف العين الى الداخل أو الحول الوحشي عندما تنحرف الى الخارج .

أعراض الحول:

يلاحظها أهل الطفل أو المريض البالغ وهي عبارة عن عدم انتظام حركة العينين سويا.

وبالنسبة للأطفال صغار السن (تحت سن عشر سنوات) فان عدم توازن العينين هو العرض الوحيد الواضح للإصابة بالحول. أما بالنسبة للبالغين فأن إصابتهم بالحول من الممكن أن تؤدي إلى ازدواج في الرؤية لديهم.

ومن المهم هنا أن نوضح جيدا أن ازدواج الرؤية أو عدم وضوح الرؤية بإحدى العينين. قد يصيب الأطفال المصابين بالحول كذلك. ولكن الدماغ يرفض الصورة المرسلة من العين المصابة بالحول لعدم وضوحها فيتم تجاهلها وسرعان ما يتوقف الطفل عن استخدام تلك العين بطريقة لاشعورية ويصاب نتيجة لذلك بكسل العين او ما نسميه بالغطش الذي يتطور بدوره شيئا فشيئا تاركا الطفل ضعيف البصر بهذه العين مدى الحياة إذا مابقيت الحالة بدون علاج، ويطلق على هذه الحالة تسمية العين الكسولة وهي تعني أن العين تعاني ضعفا شديدا بالإبصار نتيجة اهمال الدماغ للصورة التي ترسلها تلك العين المصابة بالحول له رغم عدم وجود سبب عضوي لضعف النظر.
ومن الأعراض الشائعة كذلك لدى الأطفال المصابين بالحول هو اتخاذ الطفل لوضعيات مختلفة برأسه في اتجاه معين لكي يستطيع توجيه العين المصابة بالحول في الاتجاه المعاكس، فيتمكن بذلك من رؤية الأشياء بصورة متطابقة ويتخلص من رؤية الأشياء مزدوجة، وخطورة ذلك أنها تؤدي على المدى الطويل إلى تشنج في عضلات الرقبة ويكون العلاج عسيرا إذا أهملت الحالة.

تشخيص الحول:

أول مايجب على الطبيب المتخصص عند فحص مريض الحول هو ما اذا كان هذا الحول حقيقيا ام انه حول كاذب. ففي الحول الكاذب يوحي الشكل الظاهر للعينين بوجود الحول ولكن الطبيب يكتشف بعد إجراء الفحوصات اللازمة أن العينين سليمتان وأن المريض يرى بهما بصورة متوازية. وقد يكون الحول الكاذب نتيجة لكبر أو صغر فتحة العين أكثر من المعتاد، أو أن المسافة بين مركزي الحدقتين في العينين أصغر أو أكبر من المعتاد أيضا، ولا تحتاج حالات الحول الكاذب لأي علاج وقد تختفي تلقائيا لدى الأطفال عند بلوغ سن السابعة أو الثامنة من العمر وقد تبقى أيضا مدى الحياة وفي كل الأحوال فهي لا تحتاج إلى علاج معين.

كما يجب أن يحدد الطبيب المختص ماإذا كان الحول هو الظاهرة المرضية الوحيدة لدى المريض أو انه عرض مصاحب لمرض آخر سواء بالقرنية أو العدسة أو الشبكية. حيث يمكن أن يصيب أحد هذه الأمراض عين الطفل في الصغر ويؤدي عدم تشخيصه مبكرا إلى حدوث الحول بإحدى العينين. وبعد تأكيد الطبيب على أن الحول هو حول حقيقي وليس حولا كاذبا أو نتيجة لمرض آخر بالعين يبدأ في إجراء فحوصات طبية أخرى لتحديد نوع الحول وقياس درجته مما يساعد في الوصول إلى التشخيص والعلاج الصحيحين.

علاج الحول :

من المهم تشخيص وعلاج كسل العين قبل الشروع في علاج الحول ويستطيع الطبيب تحديد درجة الكسل ودرجة ضعف البصر عن طريق قياس القدرة البصرية لدى الطفل حتى في الشهور الأولى من العمر بواسطة أجهزة خاصة. وعلاج كسل العين ممكن فقط لدى الأطفال حتى سن العاشرة أما في حالة الأطفال بعد سن العاشرة وفي حالة البالغين فأن نقص القدرة البصرية الذي يسببه كسل العين يصبح دائما ومن هنا تتضح أهمية تشخيص وعلاج الحول وكسل العين في سن مبكرة فكلما كان بدء العلاج في سن أبكر كانت أفضل.

وعلاج كسل العين يكون عادة عن طريق اجراءات غايتها تنشيط النظر بالعين المصابة بالكسل وذلك بتغطية العين السليمة لفترات محدودة، ويعتمد تحديد فترات التغطية على عمر المريض ودرجة كسل العين، وبعد علاج كسل العين يبدأ الطبيب في علاج الحول الذي يعالج حسب أسبابه وهنا يصف الطبيب المعالج للمريض قطرة الاتروبين حيث يستخدمها مدة ثلاثة أيام قبل حضوره من المنزل إلى العيادة ليتم تحديد ما اذا كان المريض بحاجة لنظارات طبية وتحديد الدرجات المناسبة للنظارات التي يجب ان يضعها المريض طول الوقت. و أحيانا يستغني المريض بالحول عن النظارات عندما يتعدى الثانية عشرة من عمره وفي حالات أخرى قد يضطر لاستعمالها بشكل دائم، كذلك تمكن هذه القطرة الطبيب من فحص قعر العين (الشبكية والعصب البصري) بشكل دقيق.

تقوم قطرات أو مراهم الاتروبين بتوسيع حدقة عين المريض وسوف يلاحظ المريض بعد وضع القطرة أن الأشياء القريبة من يده تصبح غير واضحة كما انه سينزعج من ضوء الشمس، وقد يكون من الضروري وضع نظارات شمسية تخفيفا لشعوره بعدم الارتياح، كما قد تحدث هذه القطرات احمرارا في العين وارتفاعا بسيطا في درجة الحرارة أما إذا زادت الحرارة عن 38 درجة فيجب وقف استعمال القطرة.

عمليات الحول:

تحتاج بعض حالات الحول إلى أجراء عملية جراحية لتقويم عضلات العين، بعد استنفاذ جميع الطرق البديلة للعلاج وفي بعض الحالات الأخرى يكون العمل الجراحي هو الحل العلاجي الوحيد الناجع منذ بداية الحول.

تجرى كل عمليات الحول الجراحية عند الأطفال وكذلك عند بعض المرضى من البالغين، تحت التخدير العام وهنا يجب ان نوضح أن الجراح لا يقوم باستخراج العين من المحجر أثناء العملية كما أنه لا يستخدم أي نوع من أشعة الليزر خلالها.

وتبدأ عملية الحول برفع طبقة الملتحمة (هي غشاء رقيق يغطي الصلبة او بياض العين )، ثم يتمكن الجراح من الوصول إلى عضلات العين الخارجية (عضلات العين الخارجية ست عضلات مسؤولة عن تحريك العين في كافة الاتجاهات) المراد اجراء الجراحة عليها حيث يقوم بتقويتها او اضعافها حسب حالة الحول عند كل مريض.فإذا كان اتجاه العين الى الداخل يتم أضعاف العضلات التي تشد العين إلى الداخل بينما يتم تقوية العضلات التي تشدها إلى الخارج والعكس في حال اتجاه العين للخارج، وبعد انتهاء العمل على العضلات يقوم الجراح بإعادة الملتحمة إلى وضعها الطبيعي فتتغطى العضلات التي تمت عليها الجراحة دون ان يظهر أي أثر جراحي ملحوظ.

من الطبيعي توقع ظهور احمرار في العين مدة أسبوع إلى أسبوعين بعد الجراحة، ولكن في معظم الحالات يستطيع الطفل الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي مباشرة، ويحتاج المريض عادة إلى عملية جراحية واحدة لا صلاح الحول ولكن قد تحتاج نسبة ضئيلة من الحالات إلى أجراء عمليتين أو أكثر على فترات متباعدة وهو ما يعتمد على طبيعة وتشخيص الحالة، كما يحتاج المريض إلى الاستمرار في استخدام النظارات الطبية بعد إجراء العملية.

في الختام يجب أن نؤكد على ضرورة اهتمام الوالدين بطفلهم وعرضه على طبيب العيون منذ الصغر حتى وان لم يشكو من أعراض مرضية وذلك للتأكد من سلامة عينيه فكلما كان العلاج مبكرا كانت النتائج أفضل والتغلب على المشكلة أسهل وذلك في عمر ما بين 3-4 سنوات وقبل الدخول إلى المدرسة. أما في حالة ظهور أعراض الحول على الطفل فيجب عرضه فورا على الطبيب حتى ولو كان في السنة الأولى من عمره ويجب عدم تصديق الخطأ الشائع القائل بأن ظهور الحول في العام الأول من عمر الطفل ظاهرة طبيعية وأنه سيزول تلقائيا بعد فترة من الزمن.

التمر.. غذاء وشفاء وثواب

التمر.. غذاء وشفاء وثواب

للتمر قيمة خاصة ومنزلة رفيعة في الإسلام، وكان يدور في خيالي لما كل هذا الاهتمام بالتمر؟ وعندما تعمَّقت في دراسة هذا الموضوع؛ وجدت أن التمر يستحق كل هذا التقدير والإطراء، وهو نعمة عظيمة منَّ الله بها علينا من بين نعمه التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، قال الله تعالى: "وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار" (إبراهيم: 34).

وقال تعالى: "يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون" (النحل: 11)

وبرغم أن التمر خضع لعدة دراسات علمية متخصصة أكدت مدى أهميته إلا أن البعض لا يعرفون عنه إلا القليل.

وبرغم هذا السيل المتدفق من العلوم والمعارف والثقافات في عصرنا الحديث إلا أنني وقفت عاجزاً ومنبهراً أمام فهم النبي صلي الله عليه وسلم لقيمة التمر، حين قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليُفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنه طهور" رواه الترمزى.

وهذا إعجاز نبوي أثبتته الدراسات والأبحاث، فعند نهاية مرحلة ما بعد الامتصاص - في نهاية الصوم - يهبط مستوى تركيز الجلوكوز والأنسولين من دم الوريد البابي الكبدي وهذا بدوره يقلل نفاد الجلوكوز، وأخذه بواسطة خلايا الكبد والأنسجة الطرفية كخلايا العضلات، وخلايا الأعصاب ويكون قد تحلل كل المخزون من الجيلكوجين الكبدي أو كاد، وتعتمد الأنسجة حينئذ في الحصول على الطاقة من أكسدة الأحماض الدهنية، وأكسدة الجلوكوز المُصنَّع في الكبد من الأحماض الأمينية والجليسرول؛ لذلك فإمداد الجسم السريع بالجلوكوز في هذا الوقت له فوائد جمَّة؛ إذ يرتفع تركيزه بسرعة في دم الوريد البابي الكبدي فور امتصاصه، ويدخل إلى خلايا الكبد أولاً ثم خلايا المخ، والدم، والجهاز العصبي والعضلي، وجميع الأنسجة الأخرى، والتي هيأها الله تعالى؛ لتكون السكريات غذاؤها الأمثل والأيْسَر للحصول منها على الطاقة، ويتوقف بذلك تأكسد الأحماض الدهنية، فيقطع الطريق على تكون الأجسام الكيتونية الضارة، وتزول أعراض الضعف العام والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي، إن وجدت لتأكسد كميات كبيرة من الدهون، كما يُوقف تناول الجلوكوز عملية تصنيع الجلوكوز في الكبد، فيتوقف هدم الأحماض الأمينية وبالتالي حفظ بروتين الجسم.

لماذا التمر؟!

يعتبر التمر من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز، وبالتالي فهو الغذاء المثالي للجسم؛ لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات تتراوح ما بين (75 - 87%) يشكل الجلوكوز 55% منها، والفركتوز 45% علاوة على نسبة من البروتينيات، والدهون وبعض الفيتامينات، أهمها أ، ب2، ب12، وبعض المعادن الهامة، أهمها: الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت، والصوديوم، والمغنيسيوم, الكوبالت، والزنك، والفلورين، والنحاس، والمنجنيز، ونسبة من السليولوز، ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة ويمتص مباشرة من الجهاز الهضمي يدوي ظمأ الجسم من الطاقة خاصة بعض الأنسجة التي تعتمد عليه بصفة أساسية كخلايا المخ، والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء وخلايا نقي العظام.

وللفركتوز مع السليولوز تأثير منشط للحركة الدودية للأمعاء، كما أن الفوسفور مهم في تغذية مهم في تغذية حجرات الدماغ، ويدخل في تركيب المركبات الفوسفاتية والتي تنقل الطاقة وترشد استخدامها في جميع خلايا الجسم.

كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعال في عمليات التمثيل الغذائي (أ، ب1، ب2) والبيوتين والريبوفلاتين وغيره، كما أن لها تأثيرًا مهدئ للأعصاب، كما أن للمعادن دورًا أساسيًّا في تكوين بعض الأنزيمات الهامة في عمليات الجسم الحيوية، كما أن لها دورًا هامًّا للغاية انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمض - القاعدي في الجسم فيزول بذلك أي توتر عضلي، أو عصبي ويعمُّ النشاط والهدوء سائر الجسم كما أكدت الأبحاث أن المغانسيوم يقاوم الشيخوخة.

وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتينية أو الدهنية فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي الغرض في كفاية الجسم لحاجته السريعة من الطاقة فضلاً عن أن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات يؤدي إلى هبوط السكر في الدم.

وبالإضافة للفيتامينات والمعادن نرى أن التمر يحتوى على الألياف وهي تعتبر عاملاً هامًّا في تنشيط حركة الأمعاء ومرونتها أي أنها مليِّن طبيعي، ويحمي من الإمساك وما يترتب عليه من عسر هضم واضطرابات مختلفة.

كما أن البلح الرطب فيه كمية من هرمون البيتوسين وهذا الهرمون من خواصه عمل انقباضة في الأوعية الدموية بالرحم، ومن ثَم يساعد على منع حدوث النزيف الرحمي؛ لذا نجد صدى ذلك في قول الله تعالى في سورة مريم: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطُبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا…" (مريم: 25،26)

لهذه الأسباب يمكن لنا أن ندرك الحكمة في أمر النبي صلي الله عليه وسلم بالإفطار على التمر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم (يُفْطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء) رواه الترمزي وقال حديث حسن.

وبعد فمن الجميل أن تأكل التمر فيصبح لك الغذاء والشفاء، ولكن الأجمل أن يؤكل بنية السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيصير لك الغذاء والشفاء والثواب إن شاء الله، ولا تنسَ أن تحمد الله وتشكره على هذه النعمة\".